مبادرة الصوّاف: جائزة محمود كحيل

أقيم مساء أول أمس الخميس في مجمّع Seaside Front في بيروت حفل تكريم الفائزين بـ»جائزة محمود كحيل» التي مَنَحَتها للسنة الثالثة على التوالي «مبادرة معتز ورادا الصوّاف للشرائط المصوّرة العربية» في الجامعة، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الإتصالات جمال الجرّاح والسيدة لمى سلام وعدد من الوزراء السابقين والشخصيات السياسية والاقتصادية، والوجوه الإجتماعية والفنية والإعلامية. وتم خلال الإحتفال الإعلان عن إنجاز الطابع التذكاري التكريمي لمحمود كحيل الذي تم إصداره بجهود من «مبادرة معتزّ ورادا الصوّاف»، وبالتعاون مع وزارة الإتصالات و»ليبان بوست»، ووزعت خلال الإحتفال نسخ منه على الحاضرين، فيما تسلمت عائلة كحيل نسخة «الإصدار المحدود» المميزة من الوزير الجرّاح، وعائلة الصوّاف نسخة مماثلة من رئيس مجلس إدارة «ليبان بوست» خليل داود. وخصصت «مبادرة معتز ورادا الصوّاف» جائزتين تكريميتين، إحداهما لنقيب الصحافة اللبناني رئيس تحرير صحيفة «الشرق» عوني الكعكي، والثانية لِبِشْر العظم، صديق الراحل محمود كحيل. الكعكي: انجازات ثقافية وإنسانية وألقى الكعكي كلمة لاحظ فيها أن ان الكثير من الأثرياء يتباهون بإظهار أرقام ثرواتهم. ولهذا أُنشئت مجلة «فوربس» التي تنشر أسماء أصحاب الثروات الضخمة وأرقامها تباعاً من الأكبر الى الأقل كِبَراً. وفي المقابل هناك فريق من الأثرياء الذين يفضلون أعمال الخير واليد البيضاء في مساعدة المحتاجين والجمعيات الخيرية والإنسانية، على أن تلمع اسماؤهم وأرقام ثرواتهم في وسائط الإعلام. وهؤلاء هم الذين يلتزمون بجوهر الأديان السماوية ويحظون برضى رب العالمين. من هؤلاء الذين يؤمنون بعمل الخير ويمارسونه فعلاً صديقي المهندس الممّيز معتز صوّاف الذي ذهب الى المملكة العربية السعودية منذ سبعينات القرن الماضي وعمل فيها بجهد وباستقامة، فحقق المشاريع الإنشائية الكبيرة ومن أهمها الأعمال التي نفذها في الحرم الشريف مع شركائه السعوديين... وقاده إخلاصه في العمل والتزامه بالقِيم والمبادىء الأخلاقية وصدقيته في التعامل مع المسؤولين والناس عموماً الى أن أصبح أحد أصحاب الشركات الكبرى الناجحة والتي هي موضع ثقة عامة... ولم يغب عن بال الصديق العزيز معتز، في أي يوم من الأيام، عملُ الخير وتقديم الرعاية الصحية للمحتاجين، خصوصاً للأطفال، من خلال مؤسسته الإنسانية NENOMAT FUND ومن أعماله الإنسانية والثقافية الفريدة إنشاؤُهُ في العام 2014 جائزة رسّام الكاريكاتير الشهير المرحوم محمود كحيل تخليداً لذكراه وتشجيعاً لهذا الفن الراقي. وهذه هي السنة الثالة على التوالي وسيقدم خمس جوائز هذه السنة. أنا لا أكتب سيرة الصديق العزيز معتز صواف، إنما أردت فقط أن أضيء على بعض النواحي من نشاطاته المهمّة في مبادرة مني لشكره على مباردته الكريمة ولتهنئة الذين نالوا الجائزة، ولشكر الحفل الكريم على حضوره هذه المناسبة المميزة. تسليم الجوائز وتم خلال الاحتفال تسليم الجوائز إلى الفائزين، وهم: الفنان المصريّ رسّام الكاريكاتور في صحيفة الاتحاد «الإماراتية» شريف عرفة عن فئة الكاريكاتور السياسي، والرسّام التونسي سيف الدين ناشيعن فئة الروايات التصويريّة، في حين حصل المصري محمد صلاحعلى جائزة الشرائط المصوّرة. وذهبت جائزة الرسوم التصويرية والتعبيريّة للبنانية ترايسي شهوان، في حين كانت جائزة رسوم كتب الأطفال من نصيب المصري وليد طاهر. بالإضافة إلى ذلك، مُنِحَت جائزة «قاعة المشاهير لإنجازات العمر» الفخريّة لفنّان الكاريكاتور الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وتسلمتها ابنته جودي، وهي جائزة تُمنح تقديراً لمن أمضى ربع قرن أو أكثر في خدمة فنون الشرائط المصوّرة والرسوم التعبيرية والكاريكاتور السياسي. وتجدر الإشارة إلى أن ناجي العلي، الذي اغتيل في لندن عام 1987 واشتهر بشخصية «حنظلة» التي كان يوقّع بها رسومه، عمل في صحف كويتية عدّة، منها «الطليعة» و»السياسة» و»القبس»، وفي «السفير» اللبنانية. أما جائزة «راعي الشرائط المصوّرة» الفخريّة أيضاً، والتي تُمنح تقديراً للذين يدعمون الشرائط المصوّرة والرسوم الكاريكاتورية في العالم العربي على نطاق واسع ويساهمون بالتالي في التراث الثقافي للمنطقة، فذهبت إلى مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم (فيبدا) الذي تأسس عام 2008، بشخص مديرته دليلة نجم. صايغ: ذكريات وتحدث عميد كلية الطب في الجامعة الأميركية الدكتور محمد صايغ ممثلاً رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، فأشاد بمواهب الفنانين وبسخاء الصواف في دعم الجامعة والفن والأعمال الإنسانية. أما الإعلامي جهاد الخازن فاستذكر بدايات الراحل محمود كحيل، وروى ذكريات عنه وعن رسّام الكاريكاتور الراحل ناجي العلي الذي تم تكريمه أيضاً خلال الحفل. رادا الصواف: هذا جوابنا ولاحظت السيدة رادا الصوّاف في كلمتها أنّ «لبنان كله أصبح معنياً أكثر من أي وقت مضى، بتخليد ذكرى المُبدعين والفنّانين اللبنانيّين، مثل الفنان الكبير بيار صادِق». وأضافت:»هؤلاء الفنّانون هم جوابنا على كل من يحاول تشويه صورة بلدنا، الذي هو مدرسة للإبداع والعطاء». واستذكرت «مسيرة العمل الطويلة» للراحل محمود كحيل «في سبيل فن الكاريكاتور»، وأشارت إلى أنه «تحوّل من مبدع لبناني إلى عَلَمٍ من أعلام الفن العالمي ووصلت رسومه الكاريكاتورية إلى أوروبا وأميركا وإلى أقصى حدود الأرض». وتابعت: «المبادرة التي أطلقناها بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، ومع رئيسها البروفسور فضلو خوري، ساهمت إسهاماً كبيراً باستقطاب الفنّانين العرب من الشرق الأوسط والمغرب العربي وشمال أفريقيا وغيرها، وأصبح الملتقى السنوي في الجامعة الأميركية لجميع الفنّانين في العالم العربي». وأبرزت أن المبادرة اكتسبت «بُعداً عالَمياً» بعد نجاحها في تخصيص جناح للأعمال العربية في مهرَجان «أنغوليم»، الذي يُعتَبَر أكبَر مَهرَجان للكاريكاتور والشرائِط المصوّرَة في أوروبا، «ما يعكس وجه لبنان الثقافي والحَضاري في العالَم». وتوجهت بالشكر إلى وَزير الاتصالات جمال الجرّاح، ومديرية البريد، وشركة «ليبان بوست» لتعاونهم في إصدار الطابع البريدي التذكاري تخليداً لذكرى الراحل محمود كحيل. وقالت: «لهذا الطابِع قيمة عاطفيِّة كبيرة بالنسبة لنا ولعائلة الراحل وأصدقائه. وأتمنى أن نبقى مجموعين حول الفكر والثقافة اللذين هما وجه لبنان الحقيقي (...) حتى تصبح لغة التخاطب فقط عبر الكلمة والتعبير باللون والريشة، فبهذه الأبجدية الإبداعية فقط يرتقي عالمنا العربي إلى القيم الحقيقية التي هي الحق والخير والجمال». وكان تَقَدّمَ إلى مختلف فئات الجائزة أكثر من 737 عملاً فنياً لفنانين من معظم الدول العربية. وضمّت لجنة التحكيم كلاًّ من رسّام الكاريكاتور السياسي في صحيفتي «غارديان» و»ديلي ميرور» البريطانيتين مارتن راوسن، ومؤرخة الفن الدانماركية إحدى مؤسِسَات المتحف الدانماركي للرسوم الكاريكاتورية لويز لارسن، وفنّان الشرائط المصوّرة اللبنانيّ جورج خوري (جاد)، وفنان رسوم كتب الأطفال العراقي علي مندلاوي، وكاتبة القصص المصوّرة وفنانة السرد الغرافيكي لينا مرهج، وفنانة الكوميكس الجزائرية ريم مختاري.
Source