زنازين مصر تفيض بالصحافيين
القاهرة | ألقت قوات الأمن المصرية بلباس مدني القبض على المترجم ورسام الكاريكاتور أشرف عمر، من منزله فجر الأحد، واصطحبته معصوب العينين إلى جهة مجهولة لم يُكشف عنها حتى لحظة كتابة هذه الأسطر. وطالبت أسرته ونقابة الصحافيين في مصر وموقع «المنصة» الإخباري الذي ينشر أعماله، السلطات الأمنية والقضائية بالكشف عن مصيره، والإفراج عنه فوراً كونه لم يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون. وقالت زوجته ندى مغيث، التي لم تكن حاضرة أثناء القبض عليه، إنه بمراجعة كاميرا مراقبة قريبة من العقار، تبيّن أنّ مجموعة من الأشخاص في سيارتي «ميكروباص» دخلوا العقار، عند الساعة الواحدة والنصف من فجر الاثنين. وبعد نحو 40 دقيقة، خرجوا من العقار مصطحبين أشرف معصوب العينين.
وأضافت في حديث مع «الأخبار» أنّ القوة التي اقتحمت مقرّ سكنهم، فتّشت كل محتويات الشقة، بما فيها مكتبته وألقوا الكتب على الأرض، مشيرة إلى اختفاء الكومبيوتر الخاص بأشرف عمر، وهاتفه الخليوي، إضافة إلى مبلغ مالي يصل إلى حوالى 350 ألف جنيه (نحو 7300 دولار).
وأورد موقع «المنصة» الإخباري المصري إنّ أشرف عمر بدأ تعاونه معه أخيراً، و«نشرنا له بعض الرسومات، منها ما كان يتندّر على أزمة انقطاع الكهرباء وإمكانية تشغيل المونوريل في ظل شحّ الموارد». وأرسلت رئيسة تحرير المنصّة نورا يونس خطاباً إلى نقابة الصحافيين أكدت فيه على أنّ «رسومات الزميل أشرف عمر لم تتجاوز أي قانون ولم تتعرض لأي شخص، وبالتالي ترى المنصة اقتياده معصوب العينين فجراً أمراً غير مقبول». وأكدت يونس على استعدادهم للمثول للتحقيقات في حال استدعائهم، وطالبت بالإفراج الفوري عن أشرف عمر.
من جانبها، أكدت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين على كامل تضامنها مع حقّ أشرف بممارسة عمله الصحافي، الذي يعتمد على رسم الكاريكاتور، معتبرة أنّ ما فعله يعدّ «حقاً أصيلاً للصحافي، الذي يعبّر عن معاناة المواطنين برسوماته».
وقال رئيس لجنة الحريات في النقابة محمود كامل لـ«الأخبار» إنّ ما حدث مع أشرف عمر تأكيد على عودة الحملة الأمنية ضد الصحافيين التي كانت توقفت لمدة، مضيفاً أنه في أقل من أسبوع، ألقي القبض على الصحافي خالد ممدوح ثم أشرف عمر. وطالب بوقف الحملة الأمنية التي تستهدف وتلاحق الصحافيين بسبب آرائهم وعملهم. وظهر يوم الأحد الصحافي خالد ممدوح، في نيابة أمن الدولة، بعد اختفائه منذ الثلاثاء الماضي بعد اقتحام قوة أمنية منزله والقبض عليه.
وقررت نيابة أمن الدولة حبس ممدوح 15 يوماً، موجهةً إليه تهماً «بالانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها، وارتكاب إحدى جرائم تمويل جماعة إرهابية، إضافة إلى نشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن والنظام العام». وتطالب نقابة الصحافيين بالإفراج عن أكثر من 23 صحافياً محبوساً، وفقاً للتقرير العام الذي أصدرته نقابة الصحافيين عن الفترة الممتدة من آذار (مارس) 2023 حتى شباط (فبراير) 2024، وما زال «أكثر من سبعة صحافيين نقابيين على قوائم الحبس الاحتياطي، بخلاف 12 من غير المقيدين في النقابة، وثلاثة صادرة في حقهم أحكام قضائية».
وفي آذار الماضي، قال رئيس لجنة الحريات محمود كامل إنّه «لا بيانات مؤكدة عن أعداد الصحافيين المقبوض عليهم في السنوات الماضية»، مشيراً إلى أنّ عام 2017 شهد هجمة كبيرة على الصحافيين في التظاهرات التي عُرفت باسم الأرض، اعتراضاً على تنازل مصر عن تيران وصنافير للسعودية.
Source