-
المملكة العربية السعودية
طوّع الخطوط لتكون رسول أفكاره، في التعبير عن هموم المواطن، وعن نظرة ساخرة ناقدة لنواحي الحياة، ترجم نبضها بعلبة ألوان وأوراق ليصنع منها فنه. انه الفنان السعودي عبدالله الصايل الذي يحمل على صدره وسام رئاسة الجمعية السعودية لرسامي الكاريكاتور والرسوم المتحركة في المملكة العربية السعودية، التي تأسّست في 10/11/2009. ناضل فنياً عبر تشخيص آلام المواطن وآماله في جريدة «الاقتصادية» عبر كاريكاتوره اليومي، وفي مجلة «كركتر» المتخصصة في فن الكاريكاتور والتي استمرت على قيد الحياة لأعوام. ثابر على تطوير ذاته، حتى سعى إلى تحويل مسلسله الكارتوني «الخال وأم العيال» إلى فيلم سينمائي. كتب مقالات أسبوعية وقراءات في جوانب إنسانية من مواضيع استشعر عدم جوازها لو عولجت كاريكاتورياً. فالمقال بالنسبة اليه «هو طفل الصحافة المدلل»، أما الكاريكاتور فمقموع ومعاقب برفع يديه في زاوية فصل «الصحافة».
ويوضح أن هناك أفكاراً تحتاج إلى سلسلة كاريكاتورات لمعالجتها، لذا يوفر على نفسه وعلى القارئ الوقت والجهد ويكتبها في مقال. ويعتبر الصايل أن للكاريكاتور مكوناته الأساسية كالفكرة والمشهد والكركتر (الشخصية)، وأن من المفاهيم المغلوطة حول فن الكاريكاتور في جانبه الصحفي ضرورة احتوائه على شخوص، مشيراً الى أن العناصر يمكن تحويلها إلى «كركترات» بجميع السمات الانفعالية للإنسان. ويؤكد أهمية تطوير الانفعال على الشخوص البشرية في الكاريكاتور، وظهور انفعالات الحزن، والغضب، والدهشة وما إلى ذلك، مترافقة مع لغة جسدية تترجم انفعال الوجه.
ويرى أن من حق القارئ الواعي على فن الكاريكاتور أن يعالج مشكلاته وهمومه اليومية، ولكن من حق الفنان أيضاً أن يطرح رأيه في مواضيع تشغل تفكيره كمواطن مهموم ومعايش لمشكلات كثيرة. ويؤكد أن المعارض تكون مهمة لو أقيمت على هامشها ندوات وحوارات كاريكاتورية مفتوحة لتنوير المجتمع وتثقيفه.
في رأيه الوصول الى العالمية ليس بمعجزة، لأن كل ما على الرسام فعله هو إرسال كاريكاتوره اليومي الى أشهر المواقع العالمية، ليراه ملايين المتصفحين يومياً. وفي المقابل يعتبر أن الرسوم المتحركة هي القادرة على نقل الحوار والأثر الثقافي بسبب ما فيها من إبهار، لكن ذلك يحتاج الى دعم من وزارة الثقافة. ويشدد على أن المشكلة الحقيقية تكمن في تبني دور النشر لاعتقاد خاطئ بعدم وجود فنانين قادرين على الرسم لكتب وقصص الأطفال في السعودية، ويطالب بالإعلان عن مشروع وطني لأدب الطفل يصل صداه الى الجميع عبر مختلف وسائل الإعلام.