-
اسم بارز في عالم الكاريكاتور السعودي منذ ثلاثين عاماً، ويلقب بأسطورة فن الكاريكاتور السعودي. تربع على عرش هذا الفن وفرض أعماله بجدارة عبر مختلف الصحف والمجلات والمطبوعات، فكان أفضل من عبرت ريشته عن مشكلات المجتمع وهمومه. محمد خنيفر هو أول سعودي طرق مجال فن الكاريكاتور في الصحف السعودية مع الفنان علي الخرجي، وبعدها أدخل عليه فن التلوين ليصبح أول رسام سعودي يتعامل مع الكاريكاتور بالريشة واللون.
بداية انطلاقته كانت من جريدة «الجزيرة»، التي برز كأحد أهم العناصر الفاعلة في تحريرها منذ بدء انطلاقتها، ثم في جريدة «الرياض» السعودية. وما لبث بعد سنوات أن ودع عالم الصحافة اليومية واتجه الى الرسم في بعض المجلات الشهرية، فخاض تجربة ناجحة في مجلة «سيدتي» لفترة طويلة، ثم في مجلة «لها».
أقدم على تجربة جريئة في التسعينيات هي اصدار مجلة «اضحك للدنيا» بعدة اجزاء نشر فيها فنه وابداعاته الساخرة واللاذعة. كما أصدر سلسلة للصغار بعنوان «مغامرات سلطانة». وهو أول رسام كاريكاتور سعودي ابتكر تعويذة خاصة تميزت ولمعت في رسوماته هي سلطانة البنت العاقلة والمثقفة التي ترى الاشياء ببعد نظر وحكمة وتشتهر بالتعليقات اللاذعة على السلوكيات الخاطئة، وتنتقد الكثير من التصرفات والظواهر الاجتماعية هي وعائلتها المكونة من أبيها المتسرع والنزق، وأمها المرأة المنكسرة والمغلوبة على أمرها، وأخيها الصغير مسعود الأصلع.
اعتمد خنيفر على طرح الفكرة بقالب ساخر متهكم، وعلى المبالغة في تصوير الشخصيات والمواقف بهدف القاء الضوء عليها. وتميزت أعماله بدقة متناهية في تصوير المجتمع المحلي في قالب كوميدي يطلع الناس عليه كل صباح عبر الصحف اليومية التي يرسم فيها. وتميز بقدرته على إدخال أكثر من شخصية محورية داخل الكاريكاتور الواحد، وجعل رسومه نابضة بالحياة بإضافة الألوان عليها. ومن أبرز شخصياته ايضاً شخصية «أبو هلال» المتعصبة للون الأزرق.
يعتبر خنيفر شخصية غامضة، فلا صور له في المطبوعات التي يصدرها، ولا أخبار عنه أو لقاءات في وسائل الاعلام، بل ريشة وتوقيع فقط خلفهما عقل مبدع.